الندوة الوطنية من الأدب المقارن إلى النظرية النقدية المعاصرةقراءات وحوارات /البروفيسور الطيب بودربالة

ديباجة الندوة:

     تسعى اتجاهات النقد المعاصرة إلى كشف خبايا المعرفة الإنسانية التي تؤطر الإبداع، فلسفة ومنهجا، وذلك عبر مسارات فكرية تختلف باختلاف المشارب الثقافية، وبحوار الأيديولوجيات المتمثلة في نصوص وأعمال المشتغلين والمهتمين بالشأن المعرفي عبر العالم المعاصر، ومن هذا المنطلق فقد بات من الضروري تنوير المؤسسات المعرفية في الجزائر بتركيز جانب بحثي تخصصي عن رواد اشتغلوا– ولا يزال الهم المعرفي شغلهم الشاغل- بقراءة المعرفة ومناوشة عالم الأفكار عبر مسار أكاديمي عالمي، وتجارب علمية تشهد لها مختبرات المعرفة ومخابر البحث النقدي الشامل للفلسفة والفكر والأدب. ولعل من أبرز من يستحقون تنوير الجامعة الجزائرية بتجاربهم المعرفية؛ هو الرائد الأكاديمي الجزائري البروفيسور الطيب بودربالة.

     إن تعدد اتجاهات الكتابة عند البروفيسور الطيب بودربالة، يجعلنا نقف عند مفترق طرق عديد المحاور؛ كتابات عالجها ناقد أكاديمي منفتح على القراءات العالمية، فيها رؤيته الخاصة للأدب المقارن الذي سمي باسمه في جامعة باتنة على غرار جامعات الشرق الجزائري التي كان أحد صناع وهندسة مشاريع الدراسات العليا فيها، في تخصصات الأدب العربي والترجمة، كما أن المسار الأكاديمي للبروفيسور بودربالة  الذي جاوز الثلاثين سنة في مدرجات الجامعات الجزائرية محاضرا  جادا، ومناقشا موضوعيا، وناقدا حاضرا في مشاهد الثقافة الجزائرية والعربية، وإداريا مستشرفا مخلصا، يبقى شاهدا على تحولات الجامعة الجزائرية عموما، والتكوين التخصصي للغة والأدب العربي عبر سياسيات أكاديمية سايرت فترات مختلفة من تاريخ الجزائر المعاصر. 

     إننا حينما نقرأ عن جديد التاريخ من خلال كتاب الفونس ايتيان دينيه، ونقرأ كتاب” الهوية والغيرية في الكتابات الجزائرية والعربية”(بالفرنسية)، الذي ترجم إلى عدد من اللغات الأوروبية، فإننا نقرأ عن تلك الجدلية التي لا يعتقد أكثر المتفائلين من الفلاسفة أنها قد تضمر أو تختفي بانفتاح العالم الجديد، بل إنها صارت متوارية خلف لغة الكتابة الأدبية بحمولاتها الدلالية، وعلاماتها الخطابية في الأدب الجزائري والعربي المعاصر.

   حينما نقرأ عن تلك الرحلة الشاقة في الترجمة بين لغتين تختلفان تواصلا وثقافة، رحلة عقلية ذات طابع إبداعي بين عالمين، لم يعرف العلم نظرية قادت الفكر الإنساني لمعرفة الحقيقة التي تؤسس لها، فإننا نقرأ مشقتها ورونقها ولذتها في كتب هامة ألفها ترجمة البروفيسور بودربالة وهي:

-ترجمة كتاب “عالم الملائكة” لمؤلفه عمر سليمان الأشقر إلى الفرنسية.

– ترجمة كتاب”مقدمة في التناص” ” لمؤلفته بيغي غرو إلى اللغة العربية

– ترجمة كتاب” التناص ذاكرة الأدب” لمؤلفته ناتالي ساميولت من الفرنسية إلى العربية.

 ومن طريق الرحلات العقلية الفكرية والإبداعية في عالم القراءة والنقد، يؤثث عالمه النقدي العالمي  الذي بدأ يشع منذ 2016 بتأسيس المجلة الدولية للفن وعلم الجمالRevue“ Internationaled’Art et d’Artologie” بباريس مع مجموعة من المفكرين والنقاد العالميين، وهي مجلة دولية تعنى بتأسيس نظرية الفن والجمال من منطلق الثوابت الأدبية والفنية العالمية.

      تسعى وقفتنا العلمية في مركزنا الجامعي مرسلي عبد الله،إلى الاستنارة  العلمية ومواكبة عالم الفكر والكتابة النقدية والإبداعية، من خلال التأمل النقدي لمجمل أعمال البروفيسور الطيب بودربالة – الذي يشرفنا بحضوره الشخصي- الشخصيّة العلمية والأكاديمية والترجميّة الإبداعية الرائدة في الجزائر المعاصرة، ونسعى للمعرفة سعينا لتتبع مسار الكتابة المتأملة في مقالاته التي نيفت عن الأربعين مقالة والسبعين مداخلة والستين أطروحة للدكتوراه. ونحاول حصر ذلك الزخم العلمي في محورين يختصران عديد القضايا النقدية:

/ محور أسئلة الثقافة المقارنة ورهانات الأكاديمي الجزائري.

/محور نظرية الفن والجمال الجديدة وأسئلة التقليد والجديد.

      انطلاقا من هذه المحاور نحاول استنطاق المشروع النقدي للبروفيسور بودربالة من خلال المشاركة الفعالة في قراءات وحوارات علمية، من طرف المهتمين والمتخصصين في هذا المجال؛ وعليه تدعو لجنة التكوين في الدكتوراه كل الأطياف لتوسم المشاركة وتشريفنا لحضور الحفل العلمي يوم 06/12/2022 بمعهد اللغة والأدب العربي.

الرئيس الشرفي للندوة: د. قرمودي عبد الرحيم

 مديرة الندوة: د. سعدوني نادية

رئيس الندوة: أ.د. عموري سعيد

رئيس  اللجنة العلمية: د. غريب محمد يوسف

رئيس  اللجنة التنظيمية: د. عليوة أمين

مواعيد هامة : آخر أجل للأوراق العلمية 1 ديسمبر

ايميل الندوة:amourisaid@gmail.com